صدر كتاب علمي جديد بعنوان أساسيات الجودة في المختبرات الطبية يفيد كافة المتخصصين والمهتمين بجودة المختبرات ومعامل التحليل الطبية من العلميين والاطباء لمؤلفه العلمي الاستشاري احمد السروي , وهواول كتاب باللغة العربية في هذا الموضوع.
مقدمة الكتاب
يشهد عصرنا الحاضر الكثير من التحولات الجذرية والسريعة التي دفعت ولا زالت تدفع العديد من المؤسسات الصحية العامة لتقديم خدمات عالية الجودة ، ولذلك أصبح التركيز على الجودة مطلبا أساسيا في مواجهة التحديات والمتغيرات المستقبلية والتعامل معها بكفاءة وفاعلية , فالجودة وفق المنظور الإداري تعني أداء الشيء الصحيح من أول مرة وفي كل مرة وتعني ايضا التحسين المستمر للوصول الي الأداء الأفضل ، وقد أثبتت التجارب الميدانية المحلية منها والعالمية جدوى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات في إحداث تغيير جذري في أسلوب اﻹدارة للارتقاء بمستوى أداء الخدمات المقدمة للمستفيدين وتحقيق رضاهم بأقل جهد وتكلفة .
وتحقيقا لرضا العميل وهو الطبيب المعالج أو المريض أو الجهة الطالبة للتحليل ورغبتهم في الحصول علي نتيجة صحيحة دقيقة يعول عليها فانه يمكن استخدام أساليب وأدوات الجودة الشاملة في قياس جودة أداء المختبرات الطبية وذلك بجمع وعرض البيانات للمساعدة في الرقابة الإحصائية للعمليات وذلك لإزالة أو خفض التغيرات التي يمكن مراقبتها في التحاليل الطبية المقدمة ، ولا تستخدم هذه الأدوات لحل المشكلات فحسب بل إن هذه الأدوات تمكن من بناء حافز للجودة في كل عمل ، وبالتالي لابد أن يكون استخدام هذه الأدوات جزءا متمما لخطة مستقبلية تهدف إلى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في جميع أنشطة ومجالات عمل المؤسسة الصحة وذلك لتقديم نموذج رفيع المستوى للخدمات الصحية إسهاما في الوصول إلى مستوى من الرقي والتقدم في خدمة المريض ، فالجودة ليست هدفا في حد ذاتها وإنما هي بالأساس وسيلة تؤدي إلى :
الارتقاء بمستوى أداء الخدمات المقدمة .
الارتقاء بمستوى الأداء المهني للعاملين.
الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية .
الحفاظ علي سلامة العاملين بالمختبرات وسلامة المرضي.
تحقيق الرضا المطلق والمستمر للمريض .
فكل التطبيقات العلمية الحديثة قد افرزتها مؤسسات تمتلك مختبرات ومعامل تطبق احدث نظم الجودة في اﻹدارة ومنها ضبط وتوكيد الجودة للحصول علي ادق النتائج. .
فهناك خطأ شائع لدى العاملين في المختبرات الطبية وخارجها وهو أن عدم الحصول على نتائج موثوقة،يتعلق بعملية التحليل نفسها، وهذا في الواقع غير صحيح .فعدم التطبيق الكامل لانظمة ضبط وتوكيد الجودة داخل المختبرات الطبية من أهم الاسباب التي تؤدي للحصول علي نتائج غير دقيقة . ويهدف نظام توكيد وضبط الجودة بالمختبر الي تقليل نسبة الخطأ قي نتائج الأختبارات المعملية , وهذا النظام هو جزء من نظام ﺇدارة الجودة (Quality Management System ) الذي يعمل علي تطوير الأنظمة اﻹدارية في الجودة والعمليات التنفيذية والفنية داخل المختبرات الطبية للتأكد من كفاءتها ودقة النتائج المعملية .
وتسعى المختبرات التحليلية ومنها المختبرات الطبية في العالم دائماً إلى إعطاء نتائج تحليلية صحيحة ودقيقة وإلى إثبات مستوى الدقة والصحة التي تتميز بها نتائجها ، ويتحقق ذلك من خلال تطبيق نظم ضمان الجودة وإدخال آليات ضبط الجودة في متن العمليات التحليلية اليومية بشكل منهجي ومنظم.
وكما هو معلوم من خلال معايير جودة القياسات والتحاليل أن تكون دقيقة وصحيحة وقابلة للمقارنة ، ولهذا فإن برامج ضبط وتوكيد الجودة تعدّ أداة لتقييم صحة النتائج التحليلية وقابلية مقارنتها ً.ومن ثم فان تطبيق نظم ضبط وتوكيد الجودة من أهم الطرق للحصول علي نتائج موثوق فيها وذات درجة عالية من المصداقية.
ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي يتناول أساسيات وقواعد الجودة في المختبرات الطبية من خلال :
• شرح أدوار وأهمية المختبرات الطبية.
• شرح مكونات المختبر الطبي وكفائته الفنية ومهارات العمل داخله
• شرح أنواع ومصادر الأخطاء في المختبرات الطبية.
• شرح مفهوم الجودة ونظام ادارة الجودة في المختبرات الطبية ومراحل ﺇنشائه داخل المختبرات.
• شرح ضبط وتوكيد الجودة في المختبرات الطبية
• شرح المفاهيم الإحصائية لضبط الجودة في المختبرات الطبية
وقد تم إعداد الكتاب في خمسة فصول:
الفصل الأول المختبرات الطبية
الفصل الثاني أنواع ومصادر الأخطاء في المختبرات الطبية
الفصل الثالث الجودة في المختبرات الطبية
الفصل الرابع ضبط وتوكيد الجودة في المختبرات الطبية
الفصل الخامس المفاهيم الإحصائية لضبط الجودة في المختبرات الطبية
الفصل الأول : وهو يتناول المختبرات الطبية من حيث العلوم المتعلقة بها واقسامها وأهميتها ودورها في منظومة الرعاية الصحية , كما يشرح هذا الفصل مكونات المختبر الطبي وطاقم العمل الاداري والمهام الخاصة بمدير المختبر ومدير الجودة والعاملين بالإضافة الي المهارات الأساسية التي يجب ان يعرفها من يقوم بالتحليل داخل المختبرات الطبية.
الفصل الثاني وهو خاص بموضوع مصادر وأنواع الأخطاء في المختبرات الطبية فيتناول بالشرح مصادر الخطأ العملية في مختبرات التحاليل , وأنواع ومصادر الأخطاء فى التحاليل الكيميائية داخل المختبرات الطبية,واماكن ومراحل حدوث الأخطاء في المختبرات الطبية
الفصل الثالث وهو يشرح بالتفصيل موضوع هام وهو الجودة في المختبرات الطبية من حيث التعريف والمسئولية والتكاليف , وتناولن نظام ﺇدارة الجودة في المختبرات الطبية من حيث المكونات والمردود من التطبيق , ثم تحدثنا عن كيفية ارساء نظام ادارة الجودة داخل المختبر بالإضافة الي دليل الجودة من حيث المكونات وكيفية الكتابة.
الفصل الرابع وهو خاص بموضوع ضبط وتوكيد الجودة في المختبرات الطبية من حيث المفهوم والمنظومة الكاملة لضبط الجودة في المختبرات الطبية والتي تشمل برنامج ضبط الجودة الداخلي وبرنامج ضبط الجودة الخارجي ومقاييس ضبط الجودة داخل المختبرات, كما تناول الفصل بالشرح توكيد الجودة في المختبرات الطبية م ن حيث الاهمية والعناصر الأساسية لتوكيد الجودة بالإضافة الي تأكيد جودة نتائج الأختبار والمعايرة
وقياس وتقييم الأداء فى المختبرات.
الفصل الخامس وهو يتناول المفاهيم الإحصائية الهامة لضبط الجودة , حيث يشرح المفاهيم الإحصائية الأساسية لضبط الجودة كالوسط الحسابي والانحراف المعياري ومعامل الاختلاف ومؤشر الانحراف المعياري والدقة والأحكام)التكرارية).بالإضافة الي القواعد المحددة للأداء في المختبرات.
ويعد هذا الكتاب من المراجع الهامة المتخصصة في موضوع الجودة في المختبرات الطبية , حيث تمتاز موضوعاته بكونها مفيدة ونافعة لكل من يقرأها من المتخصصين في هذا المجال أو المهتمين بهذا الموضوع الهام أو الراغبين في التزود بالعلم والثقافة.
المستفيدون من هذا الكتاب
موضوعات الكتاب من الموضوعات الهامة التي تفيد العديد من المتخصصين والعاملين بالمجالات الاتية:
العاملون بالمختبرات الطبية في المستشفيات والمراكز العلاجية من أستشاريين وأخصائيين وفنيين ومحللين.
العاملون في مختبرات وزارة الصحة والمراكز الطبية التابعة لها.
مديرو الجودة بالمختبرات الطبية في المستشفيات والمراكز العلاجية.
مسئولي توكيد الجودة بالمختبرات الطبية في المستشفيات والمراكز العلاجية والطبية.
فنيو المختبر بالمختبرات الطبية في المستشفيات والمراكز العلاجية والطبية.
خريجو كليات العلوم والطب والصيدلة المهتمين بمجال جودة المختبرات الطبية.
خريجو المعاهد الصحية الذين يعملون في المختبرات الطبية أو يتعاملون معها.
مسئولي التحكم في العدوي داخل المستشفيات والمراكز الطبية والذين يتعاملون مع المختبرات الطبية.
ونرجو من الله سبحانه وتعالي ان يكون كتابنا هذا ﺇضافة للمكتبة العربية العلمية التي هي في حاجة لمزيد من اﻹصدارات العلمية لتواكب التقنيات الحديثة , وبما يعود بالفائدة علي جميع العاملين في هذا المجال من العلميين والاطباء والباحثين والفنيين. واتمني ان يجد فيه كل المهتمين بالموضوعات الخاصة بالجودة في المختبرات الطبية ما يعينهم علي الاهتمام بالجودة وأن يدفعهم الي مزيد من القراءة والبحث لمزيد من التقدم والرقي في ابحاث جودة المعامل والمختبرات الطبية .
ولله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
المؤلف